المادة    
الشيخ: بمعنى آخر: لن أتردد بالقول بأن الصحوة الإسلامية هي أكبر مشروع نهضة في العالم في التاريخ الحديث والقديم، ونحن ممكن أن نقدم مادة جيدة -من خلال ما تفضل به الشيخ والإخوة وغيرهم- لأي باحث ومطلع محايد -حتى وإن لم يكن مسلماً- على أن هذا هو أكبر مشروع حقيقة الآن في العالم؛ ولذلك لن نرى ثمراته إلا إذا شاء الله تبارك وتعالى؛ لكن أقول: سنرى كل الثمرات في جيلنا وعلى مدار الأجيال؛ بل ستمتد أجيالاً طويلة.
فمن أسس الصحوة أصلاً التي قامت عليها منذ القرن الرابع عشر والخامس عشر الهجري إلى الآن ما وضعه شيخ الإسلام ابن تيمية، ومعه بعض العلماء في القرن السادس والسابع والثامن، فنلاحظ أن هذه المرحلة أسس عليها النهضات المعاصرة التي قامت؛ كدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، ثم ما تلاها، ثم الآن هذه الصحوة المعاصرة والتجديد الكبير العام؛ التيار الثاني الذي نراه الآن على رأس هذا القرن الرابع عشر وأول الخامس عشر هو امتداد لتلك النهضة.
أعتقد أن هذا التجديد المعاصر بشموليته وبآفاقيته التي أتاحتها شبكات المعلومات والاتصالات سوف يكون مشروعاً ضخماً في المستقبل, وقد بدأت الملامح في الأفق تشير إلى ذلك؛ من خلال اندفاع الأمة للجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى, ومن خلال تميزها في دينها، وفي أخلاقها، وفي سلوكها، وإعجاب العالم كله أعني: الشعوب العالمية بما لديها.